جنبلاط.. الرفاق حائرون
للمرّة الثانية في أقل من شهر يُطل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مُطلقاً مواقفاً هي أقرب إلى الانقلاب على النفس. وهي عادة دأب عليها ساكن المختارة، الذي يجيد القفز بين الألغام والزلّات والأخطاء وسوء الرؤية وكلّها بحسب تعبيره.
لم يمر شهرين على الانتخابات النيابية التي خاضها “البيك” ثائراً على المنظومة والنظام ومحارباً لمن يريد إلغائه ولإقفال المختارة، حتى عاد للالتفاف على مواقفه والجلوس على طاولة “غريمه” الانتخابي، أي حزب الله، الذي يراه “موخراً” جزءاً من الشعب اللبناني ولا يمكن تخطّيه.
بالأمس صرّح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لقناة “المملكة” الأردنية، معتبراً أنَّ “رئيس الجمهورية المقبل عليه وضع برنامج مع حزب الله لاستيعاب سلاحه ضمن منظومة دفاعية”.
وأضاف “سألتقي مع مسؤولين من حزب الله هذا الأسبوع لتذليل بعض العقبات بشأن الكهرباء وإنشاء شركة نفطية لبنانية”.
وعن علاقته برئيس حزب “القوّات اللبنانية” سمير جعجع والإلتقاء معه في “نظرة واحدة”، قال: “كلا فله سياسيته ولي سياستي وقد نلتقي في خطوط عريضة، “القوّات” شيء والتغييريون شيء آخر”.
كما لم تنزل الإطلالة التلفزيونية الأخيرة على قناة “أل بي سي” في المرة السابقة برداً وسلاماً على العديد من حلفائه المفترضين، ولا سيّما حزب “القوات اللبنانية”، الأمر الذي أخرج النائبة ستريدا جعجع للرد عليه، والتي وصل بها الأمر لحدّ التوجّه إلى “البيك”، قائلةً: إذا كان “الفاجر بياكل مال التاجر”، فاعرف جيدًا “نحنا ما حدا بياكلنا حقنا”.
فلا بدّ أن اللقاء الثاني لجنبلاط وكلامه من على منبر شاشة دولة عربية، سيزيد من “ريبة” الحلفاء “السياديين” و”التغييريين” على حد سواء.
ما الذي التقطته رادارات زعيم المختارة وجعله يلتف حول مواقفه؟ هذا هو السؤال الذي ينتظر الجميع الإجابة عليه.. حلفاء وأصدقاء وأبناء التقدمي وحتى الفريق الآخر أي حزب الله الذي سيستوضح الأمور خلال أيام، في الجلسة المنتظرة نظرته من ملفات جمة: الترسيم، انتخاب الرئيس، الحكومة والملفات الاقتصادية والمالية.